في عالم الإعلام الرقمي سريع التطور، تمكنت منصة “ثمانية” من أن تصبح واحدة من أبرز منصات الرأي والبودكاست في الخليج العربي. تأسست في عام ٢٠١٦ واستطاعت خلال فترة وجيزة أن تكتسب جمهورًا واسعًا ومخلصًا بفضل رؤيتها الواضحة ونهجها الابتكاري. في هذا المقال، سنتناول العوامل الرئيسية التي أسهمت في نجاحها، وأبرز ما تقدمه من محتوى، وكيف أثرت استراتيجياتها على صناعة الإعلام الرقمي.

عوامل نجاح منصة ثمانية

١. تنوع المحتوى وجودته

منصة “ثمانية” تميزت بتقديم محتوى متنوع وعالي الجودة يلبي اهتمامات جمهور واسع:

• برامج بودكاست مبتكرة: تقدم برامج بودكاست شهيرة مثل:
  • “فنجان”: يناقش قضايا فكرية واجتماعية بعمق وجاذبية.”سقراط”: يركز على الحوارات مع المسؤولين وصناع القرار.
  • “سوالف بزنس”: يستعرض تجارب رواد الأعمال في الخليج.
• أفلام وثائقية: تغطي موضوعات تعكس حياة وثقافة المجتمعات العربية.
• نشرات بريدية ومقالات: تقدم مقالات تحليلية ونشرات تغطي مواضيع في مجالات الرأسمالية، الثقافة، المستقبل، والسياسة.

٢. التحول إلى شركة تقنية إعلامية

في عام 2024 أعلنت منصة “ثمانية” عن تحولها إلى شركة تقنية إعلامية. هذا التحول لم يكن مجرد تغيير شكلي، بل كان خطوة استراتيجية نحو تعزيز دورها في صناعة الإعلام الرقمي:

إطلاق تطبيق “راديو ثمانية”: يمكن هذا التطبيق صناع المحتوى من بث برامجهم والوصول إلى جمهور واسع، مع توفير أدوات لتحقيق الدخل.

استخدام التكنولوجيا: استثمرت “ثمانية” في التقنيات الحديثة لتحسين تجربة المستخدم وتعزيز جودة الإنتاج.

٣. الشراكات والاستثمارات الاستراتيجية

• استحواذ المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام: في عام ٢٠٢١ استحوذت المجموعة على ٥١٪ من أسهم “ثمانية”، مما وفر دعمًا ماليًا وإعلاميًا كبيرًا للمنصة. ساهم هذا في توسيع نطاقها وتحقيق انتشار أوسع.

٤. التركيز على الثقافة المحلية

“ثمانية” تُدرك أهمية الثقافة المحلية في جذب الجمهور الخليجي. لذلك، صُمم محتواها ليعكس القضايا والاهتمامات المحلية بطريقة مبتكرة ومثيرة للاهتمام.

٥. بناء الثقة مع الجمهور

الالتزام بتقديم محتوى موثوق وأصيل ساعد المنصة على بناء علاقة قوية مع جمهورها. تمثل هذه الثقة أحد الركائز الأساسية التي تدعم نجاح “ثمانية”.

نوع المحتوى الذي تقدمه منصة ثمانية

١. البودكاست

البودكاست يُعدّ حجر الزاوية في محتوى “ثمانية”. برامج مثل “فنجان” و”سقراط” تقدم حوارات عميقة مع شخصيات مؤثرة، وتتناول موضوعات تتنوع بين الفكر، الثقافة، الأعمال، والسياسة.

٢. الأفلام الوثائقية

توثق الأفلام الوثائقية التي تنتجها “ثمانية” حياة الأفراد والمجتمعات العربية، مما يعزز من واقعية المحتوى وجاذبيته.

٣. المقالات والنشرات البريدية

توفر “ثمانية” محتوى مكتوبًا يغطي موضوعات متنوعة تُثري المعرفة وتناقش قضايا تهم القارئ العربي.

دروس مستفادة من نجاح منصة ثمانية

١- الجودة أولاً: الاستثمار في إنتاج محتوى عالي الجودة هو مفتاح النجاح.

٢- فهم الجمهور: النجاح يتطلب فهمًا عميقًا لاحتياجات الجمهور المحلي واهتماماته.

٣- الابتكار: التطوير المستمر واستخدام التكنولوجيا يساعد في البقاء في صدارة المنافسة.

٤- الشراكات الفعّالة: التعاون مع الجهات الإعلامية الكبرى يعزز الانتشار ويوفر الموارد اللازمة للنمو.

الخاتمة

منصة “ثمانية” ليست مجرد وسيلة إعلامية؛ إنها نموذج يُحتذى به في كيفية بناء منصة رقمية تجمع بين الجودة، التنوع، والابتكار. من خلال استراتيجياتها المدروسة وتركيزها على الثقافة المحلية، استطاعت أن تحقق نجاحًا كبيرًا وتُحدث تأثيرًا ملحوظًا في المشهد الإعلامي في الخليج العربي. إذا كنت مهتمًا بإنشاء منصة مشابهة، فإن “ثمانية” تمثل دراسة حالة ملهمة تحتوي على العديد من الدروس القيمة.